لقد كان التنازل من قبل القيادة الفلسطينية التقليدية ومنذ فجر القضية هو السمة الرئيسية والمميزة، فعندما كان يتحسس هذا الشعب وقع خطوات السارقين المارقين من قطعان يهود، كان يثور على هذا السارق وهذا هو الوضع الطبيعي، فهل يعقل ان يسكت صاحب البيت عن سارق تسلق أسوار بيته ليس لسرقة بعض من محتويات بل لسرقة البيت وارضه كلية، ولا يهمه شئ، فان استطاع قتل صاحب البيت فعل، وان استطاع تشريده وأهله لا يهم المهم هو سلبه للبيت، وعندما يتكاتف الشعب ويثور كانت القيادة تركض خلفه لاسكاته وتقديم الوعود باسترجاع البيت والارض، لا يهم تلك القيادة سوى مصالح ضيقة وضيق أفق، واحيانا تواطؤ مع انجليزي مستعمر والان مع يهودي مغتصب.
وها هي سلطة الذل والهوان تختار مع العدو التوقيت المناسب، حيث كل الشعب الفلسطيني فرح بالانجاز التاريخي بتحرير الحرائر، فهذا الوقت المناسب لهم لكي تتنازل من جديد ولكن هذه المرة بكل وقاحة وخسة، لا يهمها دم الاطفال والنساء والشيوخ والرجال الرجال... لا يهمها بيوت مدمرة ولا مرضى محاصرين بلا علاج أو دواء، لا يهمها شئ وهاهي تسحب تأييدها لتقرير اللجنة الدوليه من النقاش في مجلس حقوق الانسان، ويا للعجب ، يا للسخرية، يا للوقاحة والخسة، يا للقهر الذي ينتابني كما ينتاب كل أهلنا في فلسطين والشتات، يا للعار والخزي، فهاي هي وسائل الاعلام تتناقل الاخبار، والسبب هو نفس السبب يتكرر منذ مئة عام تقريبا ولكن بأسماء جديده وملهاة جديدة، وعلى طريق ضياع الحقوق كل الحقوق، وضياع الوطن كل الوطن، وضياع المقدسات كل المقدسات. السبب اليوم المعلن كان كالتالي وكما ورد على موقع الجزيرة....
(وحسب المصادر فإن محمود عباس تعرض لضغوط شديدة من رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض لدفعه للموافقة على سحب الإقرار الفلسطيني الذي يعني اعتماد التقرير وبدء الإجراءات العملية لتنفيذ توصياته.
ووفقا للمصادر فإن سلام فياض تذرع بالوضع الاقتصادي وإمكانية عرقلة عمل شركة اتصالات فلسطينية جديدة واستغلال إسرائيل والإدارة الأميركية للموافقة الفلسطينية على التقرير بغية التراجع عن تعهدات بالعمل على تسوية سلمية للصراع.
وبينت أن فياض اعتبر أن الموافقة على التقرير والعمل على ترويجه خطأ "لأننا لا نستطيع الوقوف في وجه أميركا وإسرائيل".
وكانت إسرائيل قد اشترطت قبل أيام سحب السلطة الفلسطينية موافقتها على التقرير الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء حربها على غزة مقابل السماح لشركة اتصالات فلسطينية جديدة بالعمل وإعطائها الترددات اللازمة.)
اذن شركة اتصالات وأموال خبيثة تهدر دماء كل الشهداء وانات الجرحى والمشردين تحت الدمار والخيام. هذه هي القيادة الغاصبة الجديدة في رام الله، وهذا هو نتاج السكوت عن هذه الشرذمة والتي تصطف تماما مع اليهودي الغاصب السارق المارق، القاتل مع سبق الاصرار، فبدل من العودة بالصراع الى جذوره ونفي صفة المدني عن أي غاصب سارق، يسيرون على نفس درب القائد الرمز في شجبه واستنكاره لكل عملية استشهادية في قلب العدو...انه الاعتراف اللعين الذي قدمه القائد الرمز بلا مقابل للدولة اللقيطة المارقة، فجعل من السارقين القتلة مدنين واصحاب حق، في حين انهم كلهم قتلة سارقين في لباس عسكري فقولوا لي بالله عليكم من هؤلاء القتلة لا يخدم في الجيش أو الاحتياط أو أي أجهزة عسكرية ومنذ نعومة اظافره الى ان يصبح على خرف على حافة القبر، والتقط العالم كله هذا واصبح صاحب البيت ارهابيا ويرتكب جرائم حرب...يا للخزي والعار... انظروا الى القانون الامريكي بل كل قوانين العالم، لو أن لصا تسلق اسوار بيت وقتله صاحب البيت في فناء البيت فلا تعتبر هذه جريمة قتل، بل وربما لا يصل صاحب البيت وقاتل المتسلل الى مخقر للشرطه، اما ان يأتي لصوص يهود ويسرقوا الارض ويقتلو البشر ويحرقوا ويخربوا الأرض والزرع...فهؤلاء مدنيين...كيف؟ طبعا العالم أقر ما اقره صاحب البيت واصبحنا ارهابا. فماذا بقي يا شرفاء شعبنا، ماذا تنظرون يا حملة كتاب الله، ماذا تنتظرون يا من لكم القدرة على حمل السلاح؟ فما عاد يغطي هؤلاء غطاء، لقد باتوا كالشمس في وضح النهار أنهم خونة وعملاء صهاينة. لقد سقطت عنهم كل الأقنعة منذ زمن، فكم من قرار لصالحنا لم يلاحقوه عالميا أو على الاقل اعلاميا، انظروا الى قرار محكمة العدل الدولية بخصوص جدار الفصل العنصري والتي تسميه السلطة ورسميا فقط "جدار الفصل" ، قرار بعد شرعية ذلك الجدار العنصري، ويجب ازالته...فماذا فعلت سلطة اللعنه، لا شئ، ومصالحها ومصالح افرادها والاهم مصالح حلفائهم بني صهيون تتعارض مع ذلك.
اليوم اخذ عباس وفياض استخدمواالفيتو وأراحوا امريكا، ليثبتوا الولاء والانتماء للعدو من جديد، فهم في خندق واحد ويعلمون انه لو جرى التحقيق الدولي فسوف يساقون بجوار قادة العدو الى التحقيق والمحاكم فهم مشاركون في الجريمة، اصبح واضح ذلك، ليس فقط ما جاء على لسان بعضهم وامام بعض وسائل الاعلام، وليس فقط بتوزيع الحلويات وقرع الكؤوس على استشهاد القاده، وليس بما تمتلئ به مواقعهم ومنتدياتهم، بل جاء التهديد مباشرة من وزير خارجية العدو وأبدى استغرابه فهم من حرض على العدوان، وهم من توسل للعدو بالاستمرار، وهم أيضا من اسفوا لوقف العدوان دون اسقاط حماس على أمل ان يعودوا على دبابات العدو أو تحت قميص قوات دولية ولا يهمهم عدد جثث الشهداء التي ستسقط لتعبيد طريق عوتهم.
ماذا تبقى يا أحرار شعبنا؟ اعود لأستصرخكم وأقول لم يبقى شئ، فتلك السلطة اللعينة تبارك كل أفعال العدو...بل وتحمي قطعان كلابه الضالة، يسرقون البيوت في القدس ويشردون االنساء والاطفال في العراء، يهدمون البيوت، يقتلعون الاشجار ويحرقوا البساتين، وغدا لا تستغربوا ان استيقظتم ووجدتم الاقصى ركاما، في حين يلهو عباس وباسم الشرعية الفلسطينية المسروقه والمدعاة كذبا وزورا، وفياض وقائدهم دايتون والصهيونية العالمية المساندة لهم فهم جزء منها، ويحتفلون بتهويد الارض كل الارض، وربما يهنئون ويعترفون بدولة المستوطنين في الضفة الغربية، ويلهون بتعذيب الشرفاء والحرائر في سجونهم، كان أولى بالمقاومة ان تضيف الحرائر في سجون حلفاء بني صهيون بالضفة فهم في خندق واحد...مذا استطيع أن افعل سوى الصراخ في وجوهكم عبر هذه الكلمات...
وحسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل.
___________________________________
منا النداء وعلى الله عز وجل البلاغ
اللهم تقبلنا وتقبل منا واهدنا واهدِ بنا
اللهم آمين.