بيان بشأن العدوان على الأقصى..
الحمدلله القائل سبحانه في محكم التنزيل ( و جاهدوا في الله حقّ جهاده هو اجتباكم ) ، الذي فرض على أمـّة الإسلام الدفاع عن المسجد الأقصى ، وكتب عليها الجهاد لكفّ عدوان الكافر البغيـض الأقصى ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد ـ وآله ـ الذي بقتال المعتدين اليهود أوصى .
وبعد :
فقد دهـم المسجد الأقصـى يوم أمس حدثٌ جسيمٌ ، وجرمٌ عظيمٌ ، عندما أقدم قطيعٌ من الصهاينة على محاولة إقتحام المسجد الأقصى المبارك ، فتصدّى لهم كوكبةٌ من أبطال بيت المقدس ، فدافعوا عنه بأيديهم العارية إلاّ من عزيمة الكفـاح ، وتعرّضوا لأسلحة الصهاينة حتى كثـرت فيهم الجراح ، وهم عـزّل إلاّ من إيمانهم وهـو أقـوى سـلاح ، حتـَّى ارتـدّ الصهاينة على أعقابهم خائبين .
ولاريب أنَّ هذا العمل الإجرامي الصهيوني ، لم يحدث عبثا ، ولا هو وليد تحرّك عشوائي ، بل ضمن مخطط خبيث ، يقصد به قياس ردّة الفعل الإسلامي ، في فلسطين ، وفي العالم الإسلامي ، تجاه حماية مقدساتنا في فلسطين ، وذلك لبناء خطوات أخرى أشـد خطورة
ومن المتوقع أن يصعّد الصهاينة محاولاتهم في المستقبل القريب ، لاسيما مع تصاعد وتيرة تهويد القدس ، والحفر تحت المسجد الأقصى ، والإستيلاء على ما جاوره ، تحت قيادة المجرم الأكبر نتيناهو ، ومن معه من عصابة الإجرام اليهودية الملطخة أيديها بدماء المسلمين طيلة عقود الإحتلال البغيض.
ويأتي هذا العدوان ، كما كان دائما ، في ظـلّ دعم صليبي غربي لامحدود للكيان الصهيوني ، تقوده أمريكا ، فتمـدّ الكيان الصهيوني بكلّ ما يحتاجه من إمداد مادي ، ومعنوي ، لإغتصاب حقوق أمّتنا في فلسطين ، تغطي جرائمه ، وتحيطه من وراءه بالدفاع عن كيانه ، وتلاحق كلّ ما يهدد عدوانه ، من الحركات الجهادية ، والفكر المقاوم ، والدعاة الأحـرار ، في كلّ بلاد الإسلام .
وبتآمر من أنظمة عربية تعمل لتحقيق الأطماع الصهيوصليبية في بلادنا ، وفي مقدّمتـهـا سلطة عباس ـ دايتون .
وبتعاون من تيار الإنبطـاح ، والذلّ ، الذي يقوده علماءُ السوء ، وقادة الهزيمة النفسية ، ومن يسيـر في هذا الركب الخائن للأمة .
هذا ..ولم تحُاصـر غـزَّة العـزّ ، ولم يمعن خونة السلطة بملاحقة المجاهدين في الضفة ، واستهدافهم في غـزّة ، ولم يواصلوا تخدير الأمة في خداع المفاوضات العبثية ، إلاّ بهـدف إجهاض كلِّ حراك مقاوم للأطماع الصهيونية ، ولضمان خلوّ الساحة الفلسطينية ، من أي ردّة فعل من شأنها أن تحبط مخططات الإستيلاء على مسرى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لهدمه وإقامة الهيكل الصهيوني المزعوم مكانه.
وفي ظـلّ هذه التهديدات الخطيرة ، والتصعيـد الصهيوني المتنامي المحدق بالمسجد الأقصى
فالواجـب التداعي لمؤتمـر إسلامــي عام
ينبثق عنـه خطـّة عمل لتحقيق ما يلي :
أولا : فك الحصار عن غـزّة العــزّ ، وفتح مكاتب لفصائل المقاومة الفلسطينية ، في كلّ البلاد العربية ، والإسـلامية ، والتأليف بينها .
ثانيا : التحرك لإطلاق كلّ السجناء في سجون دايتون عباس في الضفة ، وتحسين أوضاع ، ورفع معاناة ، كلِّ الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين.
ثالثا : دعم الجهاد الفلسطيني بكلّ ما يحتاجه من دعم معنوي ، ومادّي ، لتنطلق الإنتفاضة الثالثة .
رابعا : إيقاف مهزلة المفاوضات العبثية ، ومقاطعة كلِّ من ينخرط فيها .
خامسا : محاربة كلِّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ، والتصدّي لدعواته.
سادسا : إعادة إصطفاف الأمـّة حول قضية فلسطين ، بما في ذلك من تكوين اللجان ، وتفعيل وسائل الإعلام ، ودور الدعاة ، والمفكرين ..إلخ
سابعا : محاصرة فكر الإنهزام النفسي ، وكشف زيف التيـّار المروّج له في بلادنا ، وتشجيع الفكر المقاوم ، وبثّ روح الجهاد ، ونشر ثقافة الدفاع عن الهوية ، والحقوق ، وإستقلال إرادة الأمة ، وتبنـّي مشاريع طرد المستعمر ، وإخلاء بلاد الإسلام من الوجود الأجنبي التابع له .
وعلى العلماء مسؤولية الدعوة إلى هذا المؤتمر العاجل ، وعلى الدعاة نشرها ، وعلى الحركات الإسلامية التحـرٌّك على عجل لتفعيله ، وعلى المؤسسات الإسلامية التعاون الكامل لتحقيقه .
وإنَّ هذا كلَّه لمن افضل أنواع الجهاد في سبيل الله ، لحماية الأقصى ، بل هو منطلق الجهاد ، و قاعدته ، وغطاؤه ، وداعمه .
ولهذا فهو من الفروض التي لايجوز التقاعس عنها ، والمتخاذل عنه من أعظم المجرمين ، و المثبـِّط عنـّه من أشد الصادّين عن الدّيـن.
قال الحق سبحانه ( أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير ) .
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (لن يبرح هذا الدين قائما ، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ) رواه مسلم
هذا البيان ، وعلى الله البلاغ ، والله المستعان ، وعليه التوكل ، وهو حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكلون ، نعم المولى ونعم النصير
الشيخ حامد بن عبدالله العلي