الشيخ نبيل العوضي: الاحتلال (العباسي) في فلسطين اخطر من (الصهيوني

ا حدث قبل زمن يسير في غزة من جرائم وحشية ضد الانسان سواء أكان طفلاً أم شيخاً أم امرأة ما يزال حاضرا في الذاكرة، فالمئات الذين قتلوا على يد الآلة الصهيونية الوحشية امام شاشات التلفاز ما زالت دماؤهم ساخنة، فلم ينس العالم تلك الجريمة النكراء التي لم تتحرك لها أي دولة اسلامية وغير اسلامية واكتفى المنتصرون لأهل غزة بالشجب والاستنكار في حين كان الطفل يبكي حتى الموت وهو يرى جثثا متناثرة لأهله واخوانه حوله، الصور والمناظر لم تحرك سلطة (عباس) في تلك الايام السوداء، بل كانت السلطة تكتفي بالقاء اللوم والتهم على (حماس) وطبعاً يشاركها (المنافقون) في هذه الازمة والمطبلون من عملائها والراقصون على جراحها.

بعد ان انتهي الصهاينة من جريمتهم النكراء واكتفوا باراقة دماء الضعفاء والمساكين بدأ مجلس حقوق الانسان في جنيف التحقيق على مدى شهور لمعرفة المتسبب بهذه الجرائم النكراء وكأن الأمر يحتاج الى شهور لمعرفته!! لكنه في النهاية وصل برئاسة القاضي (جولدستون) الى ادانة اسرائيل وتحميلها مسؤولية ما حدث، والحمد لله ان المجلس لم يرأسه احد (العرب) من أمثال (عباس) وزمرته.

استبشر الفلسطينيون خيرا من نتيجة هذا التحقيق وهم لا يريدون الا انصافهم بعد ان سفكت دماؤهم ظلما امام مرأى العالم، وانتظروا ذلك اليوم الذي يصوت على قرار يدين اسرائيل في مجلس حقوق الانسان، وان كان القرار لن يقدم شيئاً ولكنه فقط ادانة للإدارة الصهيونية، وجاء اليوم الموعود للتصويت على هذا القرار وتحمست الكثير من الدول حتى غير الاسلامية للتصويت عليه، وجاءت اللحظة الحاسمة ليتصل (عباس) بسفيره في جنيف ليأمره بسحب التصويت على قرار ادانة الصهاينة فيما اقترفوه في غزة!!!.. هل يمكننا تصديق هذا؟! في دول العالم تقاوم الضغوط الأمريكية والصهيونية وتريد التصويت على هذا القرار، و(عباس) يأمر سفيره بسحب التصويت!! وبهذا الفعل يقتل (عباس) كل أمل للفلسطينيين بأخذ حقوقهم ولو بالوسائل القانونية!! هل فعل (عباس) هذا لأن الصهاينة هددوه بكشف افلام ووثائق تدينه وتدين زمرته في جريمة غزة؟! ام انها هدية من هدايا (عباس) للصهاينة!! أم ان الشيك المدفوع هذه المرة هون أمامه الانسلاخ عن كل مروءة وخلق؟!!.

متى يعي المسلمون والعرب ان الاحتلال (العباسي) في فلسطين اخطر من (الصهيوني) وان كانا وجهين لعملة واحدة، اسأل الله ان ينتصر للمستضعفين في فلسطين وان يثبت اقدام المجاهدين فيها، وان ينتقم من الصهاينة واعوانهم من المنافقين.