لا ينكر عاقل على ظهر الكوكب الأرضي من المسلمين أنَّ الأزهر الشريف قلعة من قلاع الاسلام الحصينة وتاريخة خير شاهد على ذلك إذ بين جدرانه نهل طلاب العلم من مشارق الأرض ومغاربها العلم الصّافي في كافة العلوم الشرعية .
بَل إنَّ الأَزهرَ كانَ سَبباً فى حفظ اللغة العربية من الذوبان على يد المستعمرينُ والمحتلين ، ولولاه بإذن الله لضاعت اللغة كما حدث فى الجزائر وغيرها .
أيضاً فإن الأزهر كان صمام الأمان لأرض الكنانة من ظلم الظالمين وبطش الغاشمين المحتلين ، حيث كان عباقرة وعلماء وأئمة الأزهر يتقدمون الصفوف فى مواجهة الأعداء والمحتلين ، وكانوا يقولون بلسان الحال :
نحن الأشبال بنو الأزهر أقسـمنـا يمينا لا يقهر
وكتـاب الله في أيــدينـــــا نقتحم اليابس والأخضر
وإضافة إلى ما سبق : فإن أرض الأزهر ولادة حيث تمخضت عن العلماء الربانيين ، والدعاة الصالحين ، والوعَّاظ الأفاضل ولازالت .
بل إن النعمة العظمى تتمثل فى دعوة الأزهر ، حيث يدعو إلى الاعتصام ، وينبذ الفرقة فالأزهر لا ينتمي إلى جماعة من الجماعات ولا إلى حزب من الأحزاب ، ولا إلى طريقة من الطرق ، بل يدعوا إلى الإسلام .
وقد بَرَزَ فى سماء العلم أئمةٌ أعلامٌ من أزهرنا قديماً وحديثاً ، وأنا أحمد الله وأشكره على أنني أزهريٌّ على منهج سلف الأمة . وأشرف بأزهريتي غاية الشرف ، فنحن أبناء حداً من أهل القبلة ، كما قال ابن تيمية ( إذا سجد إنسان لإنسان ظنا منه أن هذا من الدين فلا نكفره لأن ظاهره ربما يخالف باطنه ) .
وأحمد ربي أننا لم نُكفر أحداً فى حداثة عمرنا ولا فى شبابنا ولا الآن ، كما أننا لم نُفرط فى دين الله .
ومن فضل الله عليّ أنني نلت التزكيات من علماء الأزهر العظماء وأحص منهم على سبيل المثال لا الحصر العلامة الكبيرة والمؤرخ النحرير الأستاذ والدكتور الشيخ / محمد رجب بيومي ، بتاريخ 16-2-1982 وقدم لي كتاباً .
وشيخ القراءات والإمام فى السنه والإجازات الشيخ / احمد شاكر بدوي وقدم لى كتاباً فى تاريخ 16-2-1982 وأستاذ اللغة والتفسير ووعاء اللغة الكبير العلامة / محمد السيد الداودي حيث كنت أقرأ عليه مؤلفاته ودواوينه رحمه الله . وغيرهم من أئمتنا الذين هم على منهج السلف .
فالله أسأل أن يبارك لنا فى أزهرنا الشريف وفى سائر علمائنا وأشياخنا الذين هم على منهج السلف .
والسلام عليكم ورحمة الله .