قتراب فصل الشتاء والانخفاض الملحوظ في درجة حرارة الجو تزداد حالات الإصابة بالبرد والأنفلونزا، نظراً إلى أن هناك سلالات جديدة من الفيروسات تتكون في فصل الشتاء، ونادراً ما يكون لدى الإنسان مناعة ضد هذه الفيروسات، والأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات من الكبار، وكذلك من يعيشون ويعملون في ظروف يسهل فيها انتشار هذه الفيروسات بسرعة.
وحذر الأطباء من نوعين من هذه الفيروسات، النوع الأول هو فيروس أنفلونزا الخنازير "H1N1" نفسه والثاني فيروس الأنفلونزا الموسمية.
أما خشيتهم فتنبع من تداخل أعراض الفيروسين، الأمر الذي يشي بتعقيدات كبيرة للعاملين في القطاع الصحي في أي مكان. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك فرق بين البرد والأنفلونزا !! أم أنهما وجهان لعملة واحدة !!
وأوضح الأطباء أن نزلات البرد والأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير هي جميعها أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي، غير أنها نتاج فيروسات مختلفة، فأعراض نزلات البرد أكثر شيوعاً، ويمكنها أن تحيل حياة المريض خلال فترة 3-5 أيام إلى حياة بائسة.
ومن الأعراض الشائعة عن نزلات البرد هي الكحة المتزايدة وزكام الأنف والاحتقان والألم في بعض أنحاء الجسد، أما أعراض الأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير فتتمثل في ارتفاع حرارة المريض والآلام الشديدة والكحة الجافة والإسهال والوهن الشديد.
وفي مثل هذه الأعراض من الصعب تحديد أي الفيروسين أصاب جسم الإنسان من دون فحوص مخبرية.
وعندما يبدأ المريض بالمعاناة من مشكلة في الجهاز التنفسي أو الجفاف الناجم عن الفيروس، فإن عليه أن يتوجه إلى الطبيب، فربما تكون هذه الحالة ناجمة عن فيروس أنفلونزا الخنازير، وربما عبارة عن الأنفلونزا الموسمية، التي قد تكون تأثيرتها حادة أيضاً لدرجة إدخال المريض بها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكثر الناس عرضة للإصابة بأنفلونزا الخنازير هم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور و35 سنة، والنساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل الأزمة والسكري وأمراض القلب والرئتين.
وتنصح هيئة المراكز الصحية الأمريكية بتطعيم الفئات المذكورة أولاً، وقبل غيرهم، بالطبع إلى جانب العاملين في القطاع الصحي.
ويعتبر التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية مهماً على وجه الخصوص لأولئك الذين يخشى تعرضهم لمضاعفات الأنفلونزا الخطيرة، بمن فيهم الأطفال في المرحلة العمرية بين 6 شهور و18 سنة، وكذلك أولئك الذين يعانون من مشكلات في جهاز المناعة لديهم والنساء اللاتي يخططن للحمل خلال فترة الأنفلونزا الموسمية، إضافة إلى من هم فوق الخمسين عاماً والعاملين في القطاع الصحي.
إلى جانب اللقاح، ثمة طرق أخرى للوقاية من الفيروس وتجنب الوقوع فريسة الفيروس، وهنا ينصح الأطباء بغسل اليدين وإبعاد الأظافر عن العينين والأنف والفم قدر الإمكان.
وفي حالة العطس، ينصح بأن يغطي المرء فمه بكوعه وليس بيديه، بحيث لا تنتقل الفيروسات إلى اليدين أو إلى أي شيء آخر.
كذلك ينصح بالمحافظة على سلامة جهاز المناعة عند الإنسان، بمعنى أن يأكل جيداً وطعاماً صحياً والحصول على قسط وافر من الراحة والبقاء في حالة نشاط.
وإذا سقط المرء ضحية المرض، وظهرت أعراض مرضية حادة، ينصح باللجوء إلى الطبيب، فهو قد ينصح بأدوية مضادة للفيروسات يمكنها معالجة الأنفلونزا، وذلك عن طريق إبعاد الفيروس عن الجهاز التنفسي.
أما أهم نصيحة يقدمها الأطباء فهي البقاء بعيداً عن الآخرين، سواء المريضين منهم أو الأصحاء، إذا كنت أنت من أصيب بالمرض، وذلك بالبقاء في المنزل لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد زوال الحرارة، فهي الوسيلة الأكثر نجاعة في عدم الإصابة بالعدوى أو التقاطها.
كيف تتعامل مع المرض ؟
- في المناطق التي ظهر فيها فيروس الأنفلونزا، من الحكمة تجنب الاختلاط مع الناس من أجل تفادي العدوى.
- احذر التقبيل والمصافحة.. افعل كما تفعل أثناء إصابة أحدهم بنزلة برد وتقول له: إلزم مكانك.
- حافظ على النظافة: غسل اليدين أكثر من المعتاد بالصابون أو أي مطهر آخر.
- استخدام الكمامات الواقية تعطي إحساساً بالأمان، لكنها لا تبقي الفيروس بعيداً، باستثناء الكمامات المستعملة في المختبرات، فيهي تقدم حماية أضمن.
الليمون بالعسل يحميك من أنفلونزا الخنازير
أكد الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد في المركز القومي المصري للبحوث، أن تناول كوب من الليمون المحلى بعسل النحل والأغذية التي تحتوى على البصل والثوم تقي من الإصابة بفيروس إيه "إتش 1 إن 1" المعروف بأنفلونزا الخنازير، وذلك لإحتوائها على مضادات حيوية طبيعية من شأنها تقوية مناعة الجسم.
وحذر شلبي من خطورة انتشار فيروس "أنفلونزا الخنازير" مع انخفاض درجة الحرارة فى فصلى الخريف والشتاء مبيناً أن الفيروس يشهد انحساراً خلال فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة التي ساعدت على محاصرة الفيروس وتحجيم نشاطه.
وأوضح شلبي أن خطورة الجو البارد تكمن في إمكانية أن تنتقل عدوى أنفلونزا الطيور والأنفلونزا الآدمية إلى الخنازير، الأمر الذي قد يؤدى إلى اختلاط جينات فيروساتهم وتحورها لسلالة جديدة يصعب مقاومتها.
اليانسون المغلي علاج فعال
أكد العالم المصري سعيد شلبي الأستاذ بالمركز القومي المصري للبحوث وعضو جمعية "الماكروبيوتيك" العالمية بايطاليا، أن تناول كوب من اليانسون المغلي يومياً قبل الخروج من المنزل يقى الإنسان من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن عقار "التاميفلو" المستخدم حالياً فى علاج المرض مستخرج من اليانسون.
وتعتمد نظريات علم "الماكروبيوتيك" والتي تعني "علم الحياة" في مجال الوقاية والعلاج من الأمراض المختلفة تعتمد على ضبط تركيز أيون الهيدروجين في الدم بحيث يوفر بيئة غير مناسبة لتكاثر الكائنات الحية المسببة للأمراض.
وأضاف شلبي "إنه بتطبيق النظريات على مرض أنفلونزا الخنازير فإنه يمكن الوقاية منه بتناول ملعقة صغيرة من مادة بيكربونات الصوديوم المذابة في الماء قبل الخروج إلى الأماكن المزدحمة التي قد يتواجد بها المرضى, إذ تساعد هذه المادة في ارتفاع قلوية الدم وبذلك يصبح وسطاً غير مناسباً لتكاثر فيروسات الأنفلونزا بصفة عامة".
ودعا الدكتور شلبي إلى الإقلال من تناول الأغذية التي تؤدي إلى زيادة حموضة الدم مثل اللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان والسكر والشاي الأحمر والقهوة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه مرض أنفلونزا الخنازير واستبدال القهوة بقهوة الشعير والشاي الأحمر بالأخضر والسكر بالمالتوز غير المخمر إضافة لتناول الأسماك والبقوليات كبدائل للحوم الحمراء والدواجن.